الاثنين، 29 أكتوبر 2012

طفلي فوضوي ما العمل؟

dec 30 طفلي فوضوي

طفلي فوضوي ما العمل؟
الصغار يحدثون أضراراً بالغة، ولسوء حظ الأهل الذين يعشقون الترتيب، فإن الصغار لا يدركون غالباً الخراب الذي يتسبّبون به.  عليكم أن تعلّموا طفلكم أن الفوضى لا تختفي بسحر ساحر، وأن المسؤول عن الفوضى ومعاونيه يجب عليهم أن يصحّحوا ما أفسدوه. شجعوه على النظام من دون أن تفرضوه عليه، وامتدحوا أي محاولة منه للانخراط في لعبة النظام.
رتبوا بالتدريج، يمكنكم على سبيل المثال، أن تعلموا طفلكم أن يرتب بالتدريج بهدف تقليص حجم الفوضى التي أحدثها وهو ينتقل من لعبة إلى أخرى. لقنوه باكراً في حياته عادة الترتيب لتشجّعوه على أن يكون ولداً مرتباً ومنظماً في ما بعد.
بيّنوا له كيف يصلح ما أفسده. أعطوه صناديق بحجم مناسب وعلباً فارغة حيث يمكنه توضيب ألعابه. بيّنوا له كيفية وضع الأغراض في الصناديق ومكان وضع الصناديق لكي تطمئنوا إلى أنه لا يجهل ما تقصدونه بترتيب الأشياء وبإصلاح الفوضى.
توخوا الدقة قدر الإمكان. بدلاً من أن تتوسلوا إليه لكي يرتب الغرفة، علموه أن يتبع تعليماتكم. أعطوه دائماً ما يلزم ليزيل ما تسبّب به من أضرار: تنظيف الطاولة مثلاً.
وحددوا له دائماً مكاناً يقوم فيه بنشاطاته، مثلاً التلوين على طاولة معينة.
إذا رفض ترتيب الأشياء التي بعثرها، فعليكم أن تشترطوا عليه تنفيذ ما تطلبونه منه لتسمحوا له بالقيام بنشاط يحبه. ولكن أحياناً يكون الترتيب صعباً جداً بالنسبة لعضلات الطفل ويديه. فلا مانع من مساعدته. فرؤية الأب والأم وهما يرتبان مثلاً، تجعل هذا النشاط ممتعاً ومنطقياً بالنسبة للطفل. كما يمكنك أن تجعلي الأمر مشوّقاً ولعبة مسلية أكثر بأن تلعبوا مع عقارب الساعة، مثلاً: إذا جمعت ألعابك قبل أن تدق الساعة فسأسمح لك بأن تأتي بلعبة أخرى. ولكن يجب أن تفي بوعودك.
كذلك عليك باللجوء إلى محفز قوي لتشجيع طفلك على الترتيب في كل مرة ينتهي فيها من اللعب: ذلك المحفز هو المديح. امتدحوه على العمل الرائع الذي قام به واشكروه على المساعدة في ترتيب الغرفة.
لكن لا تطلبوا منه أن يكون في غاية الإتقان. الجهود التي يبذلها في هذا المجال تدل على أنه يتعلم، وهذا يعني أنه سيتحسن مع الممارسة ومع  مرور الوقت. ولا تعاقبوه على عدم الترتيب فهو لا يفهم بعد قيمة النظام ولا يمتلك بعد النضج الجسدي الضروري من أجل أن يكون منظماً.
عندما يرى طفلكم صحون أعقاب السجائر والصحف والأقلام على طاولة غرفة الاستقبال، فإنه سيقول في نفسه: “أهلي يتركون ألعابهم مبعثرة فلماذا لا أفعل مثلهم؟” ولا تتوقعوا منه أيضاً أن يعرف مسبقاً أي ضرر سيخلّفه. فهو لا يعرف قيمة الملابس القيّمة، فأعطوه ثياباً قديمة أثناء قيامه بأعمال التلوين.
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق