ما هي عقدة أوديب؟

 ما هي عقدة أوديب؟

من منّا لم يسمع بعقدة أوديب؟ مفهوم يستخدمه الجميع اليوم ولكن لا يفهمون تماماً ما يعنيه… ماذا يدور في عقول أطفالنا بين سن الثالثة والسادسة؟

كان فرويد أول من استعار هذه الأسطورة عام 1910، التي تنسب إلى اليونان القدماء للكشف عن وجود الجنس عند الأطفال وهي ظاهرة هرمونية ونفسية تؤثر على جميع الأطفال ما بين عمر سنتين وست سنوات في علاقتهم مع والديهم. ويستند ذلك إلى المأساة التي كتبها سوفوكليس. فأوديب منبوذ عند الولادة من قبل والديه. وقد تنبّأ لهما أن ذلك الطفل سيسبّب لهما مصيبة: سوف يقتل أباه ويتزوّج أمه. عند بلوغه، قرّر ترك عائلته بالتبنّي. وفي طريقه، تشاجر مع رجل وقتله جاهلاً أن هذا هو والده ثم تزوّج زوجة الرجل، دون أن يعرف أنها والدته. عندما اكتشف ما فعله فقأ عينيه. مأساة توضح تأثير اللاوعي في كل ما نقوم به.

إذاً بغض النظر عن الثقافة التي ينتمون إليها، جميع الأطفال يشعرون بهذه الرغبة الحسية. وسوف يظهر ذلك في بعض الأحيان واضحاً عند البعض وعند آخرين لا. إنها أزمة طبيعية ومؤقتة، وتدوم حوالى 3 سنوات (بين 3 و6 سنوات). فالطفل يسعى لخلق اتصال جسدي مع الوالد من الجنس الآخر. الفتاة تحاول تقبيل والدها والصبي الصغير يحب أن يظهر عارياً في غرفة الجلوس. كل ملذات الجنس في سنّ الرشد يختبرها الأطفال بشكل خفيف في سن الطفولة. في الوقت نفسه سوف يشعر الولد بالعداء والغيرة تجاه والده والعكس صحيح بالنسبة للفتاة الصغيرة. هذا أمر طبيعي ويعتبر الوالد الآخر كمنافس. هذه التجربة مهمة للطفل لأنه سيتعلم شيئاً أساسياً: رغباته لا يمكن التعبير عنها علناً وتحقيقها كاملة. ويجب أن يتأقلم مع الإحباطات والمضايقات. فوضع حدود لملذاته أمر يتعلمه خلال مرحلة الحداثة.

وبفضل عقدة أوديب يعرف الصبي لأول مرة ما هي الرجولة، فيما الفتاة الصغيرة تختبر الأنوثة، هذه هي بداية تحديد الهوية الجنسية، فالطفل يدرك أنه مختلف عن الجنس الآخر. ولكن يجب انتظار مرحلة المراهقة ليظهر توجّهه الجنسي.

ونعرف أن الطفل يخرج من هذه المرحلة من خلال الخجل الذي يظهره. ففجأة يبدأ سلوك الطفل بالتغيير بشكل ملحوظ. هو الذي كان يتمشى عارياً أمام الزوّار أصبح حتى يرفض الظهور بثياب النوم. وعادة تنتهي مرحلة “أوديب” في عمر السادسة.