تتميز طبيعة الاردن بأنها متعددة البيئات تكمن فيها مظاهر التباين والتنوع والبساطة نتيجة لتعدد المناخات والتراكيب الجيولوجية ، والارتفاع او الانخفاض عن سطح البحر ومعدل هطول الامطار السنوي الأمر الذي أدى الى تعدد أشكال التكيف التي تبديها نباتاتها وحيواناتها المتنوعة للعيش في هذه البيئات.
مقدمة :
ومن المفيد أن نذكر دائماً بأن عدداً من الأحياء البرية الأردنية كالنباتات الطبية والأعشاب المعدة للمشروبات الساخنة، والسبليات التي تصلح للتهجين لتطوير حبوب غذائية تعيش في المناطق الهامشية ذات معدلات أمطار متدنية، والنباتات الرعوية وطيور وحيوانات الصيد، والغابات وغيرها، ستشكل في المستقبل مصدراً هاماً للإنتاج الوطني إذا ما تم إكثارها وتطويرها .
لذلك فإن إنقراض أي نوع من هذه الأنواع قد يصبح خسارة كبيرة تحرم الأجيال القادمة من فوائده الممكنة، مما يجعل من موضوع حماية جميع أنواع الاحياء البرية واجباً أساسياً تتحمله المجتمعات في مواقعها المختلفة لغايات المصلحة العامة ولخدمة الإنسان أينما كان .
إن حماية الأحياء البرية والأنظمة الحياتية التي يشكل الانسان جزءاً لا يتجزأ فيها، يعتبر أمراً حيوياً وأساسياً. فإذا ما انقرضت الأحياء البرية ـ لا سمح الله ـ فإن كوكب الارض سوف يفقد خصائصه الهامة التي توفر متطلبات الحياة الداعمة لحياة الإنسان. وهذا ما يجعل دور الاردن دوراً مكملاً للنشاط الذي يبذل في جميع بقاع الارض لحماية هذا الكوكب الذي نعيش عليه .
أسهم موقع الاردن الجغرافي بين قارات ثلاث هي : آسيا، افريقيا ،واوروبا في تواجد أنواع من الحيوانات تتبع مجموعات ثلاث رئيسة في العالم هي : القطبية، القديمة الشرقية، والإفريقية الاستوائية. كما أدى وجود أربع بيئات حيوية في رقعة محدودة المساحة نسبياً كالأردن الى تنوع كبير في الحياة البرية . الثدييات :
وقد إشتهر الأردن عبر التاريخ بغاباته ونباتاته، وقد وصفه في الماضي العديد من المؤرخين والرحالة بالإخضرار، وبثراء حياته البرية. وقد دلت الظواهر القديمة من حفريات وفسيفساء أو نقوش حجرية وغيرها على وفرة الأنواع الحيوانية في الأردن، وتبين النقوش الحجرية في منطقة جاوا ووادي القطيف صور المها والماعز الجبلي والثيران وطرق صيدها البدائية. كما تدل الصور الفسيفسائية في مادبا الممثلة بصور لأنواع عديدة من الحيوانات كالخنزير البري والفهد والغزلان والأسود الجبلية الآسيوية وغيرها من الطيور على إزدهار الحياة الحيوانية في عهد البيزنطيين .
وأظهرت القصور الأموية الصحراوية غنى الحياة البرية في عهد الأمويين. فبإمكان الزائر لقصير عمرة مشاهدة رسومات الفريسكو التي تبين مشهداً مثيراً لصيد الحمار البري السوري، كما تبين أيضاً رسومات للغزلان والأرانب البرية وخلافها. أما في قصر الحلابات فيلاحظ الزائر اللوحات الفسيفسائية للفهد المرقط (الشيتا) والذئب والأرانب البرية والغزلان وكلها دلائل وإثباتات على مقدار غنى الحياة البرية في الأردن عبر التاريخ .
وقد انقرضت في وقتنا الحاضر العديد من هذه الحيوانات أو أصبحت مهددة بالإنقراض. وذلك نتيجة لتدهور بيئاتها بسبب التنمية والتطوير الحضري كالبناء والعمران وتوسع المدن وشق الطرق وغيرها .
وقد كانت فترة الحرب العالمية الأولى من أهم الفترات وأسوئها تأثيراً على الغطاء النباتي في الاردن حيث تسببت في تدهور الغطاء النباتي فيه نتيجة لإستخدام أخشاب الغابات وقوداً للقطارات وفي مد خط للسكة الحديدية بين عنيزة والهيشة البيضاء في الشوبك .
ومن الأسباب الأخرى التي أدت الى تدهور الغطاء النباتي : الرعي الجائر، حراثة الأراضي الرعوية، وانخفاض معدل هطول الأمطار الذي عمل على جفاف المناطق الرعوية وقلة عطائها، ففقدت العديد من الحيوانات البرية الملجأ الذي تعيش فيه والغذاء الذي تقتات عليه .
وخلال فترة الحرب العالمية الثانية تم إدخال البنادق الأوتوماتيكية والسيارات لمنطقة الشرق الأوسط وقد ساعد ذلك على قتل أعداد كبيرة من الحيوانات البرية وصلت فيه إلى مرحلة خطيرة جداً مهددة هذه الحيوانات بالإنقراض، مما دفع بعض الحيوانات البرية الى ترك بيئاتها الطبيعية واللجوء الى بيئات أخرى غير مناسبة لها، وقد أدى هروب قطعان من الغزلان من الصحراء الشرقية إلى المناطق شديدة الوعورة والمغطاة بالحجارة البازلتية إلى جعل الوصول اليها أمراً في غاية الصعوبة وقد ساعدت هذه البيئة الجديدة على حماية هذه القطعان من ملاحقة الإنسان لها، ولكنها لم تسمح لها بإيواء أعداد كبيرة منها بسبب ضعف قدرة احتمال هذه القطعان على العيش في هذه المناطق .
كما أسهمت ، في الوقت الحاضر، مكافحة الجراد المكثفة واستعمال المبيدات الحشرية والكيماوية للقضاء على الآفات الزراعية في زيادة معدلات القضاء على الحياة البرية (من دراسة حالة البيئة في الأردن) .
إن أغلب الطيور في الأردن هي طيور مهاجرة تسلك في هجرتها خلال رحلتي الخريف والربيع طريقين هما : الطيور :
ـ الطريق الأول : عبر واحة الأزرق التي تشتهر بوجود الماء طوال العام إضافة الى وجود الملجأ الأمين لها وسط الصحراء مما أعطى لملايين الطيور التي تهاجر كل عام من الاتحاد السوفييتي وشرق أوروبا عبر هذه الطريق أهمية حيوية. وقد سجل في الأردن (360) نوعاً من هذه الطيور منها (280) نوعاً في الأزرق وحده .
ولكن نظراً لضخ المياه الزائد في الآونة الأخيرة من منطقة حوض الأزرق المائي الى مناطق مختلفة في المملكة لاستعمالها لأغراض الشرب فقد انخفض مستوى سطح الماء في الحوض وزادت نسبة ملوحة مياهه مما قلل كثيراً من أعداد الطيور المهاجرة المارة (العابرة) عبر واحة الأزرق .
ـ الطريق الثاني : طريق وادي الأردن، البحر الميت، وادي عربة ثم خليج العقبة. وتسلكه عادة الطيور المهاجرة القادمة للأردن من أوروبا الغربية. كما أن وادي عربة يتميز بوجود الجبال العالية الارتفاع التي تحيط به والتي تدفع بتيارات حرارية تساعد الطيور الكبيرة على التحليق. إضافة الى ذلك فإن بعض الطيور الكبيرة تستخدم قمم الجبال لبناء أعشاشها عليها .
وقد ازداد ـ في الآونة الأخيرة ـ صيد الصقور في بعض المناطق الصحراوية كمنطقة الجفر من أجل بيعها بأثمان عالية، وقد أسهم ذلك في هلاك أعداد كبيرة منها. وقد أثر الاستعمال المتنامي للمخصبات والمبيدات الزراعية في غور الاردن سلبياً على الطيور المهاجرة أثناء تناولها الطعام .
ومن ناحية أخرى، فقد وجد مؤخراً أن بناء السدود، ووجود المسطحات المائية يشجع على استقطاب الطيور، وقد أصبح كل من سد الملك طلال وسد العرب منطقتي جذب للطيور المهاجرة. وعملت الخربة السمرا على مكوث الطيور فيها فترة أطول مما كان متوقعاً .
الأردن غني بزواحفه ذات الألوان الخاصة المميزة خاصة في الجزء الشمالي الشرقي من البادية الأردنية حيث يوجد عدد من تحت الأنواع المستوطنة هناك. وتشاهد السحالي في جميع المناطق. الزواحف :
وتستوطن في غور الأردن ووادي عربة أنواع من الزواحف لا توجد في مناطق أخرى من الأردن حيث تتميز هاتان المنطقتان بدرجات حرارة مرتفعة مما يزيد في نشاط هذه الكائنات لفترات أطول خلال العام.
وتوجد في الأردن رتبتان من الزواحف هما :
(1) Chelonia
(2) Squamata
وتقسم الرتبة الثانية الى تحت رتبتين هما :
b – Snakes
a – Lizards and chamaeleons
ويوجد في الأردن خمسة أنواع من السلاحف منها السلحفاة الجبلية، والسلحفاة التي تعيش في البرك وأربعة أنواع بحرية وجدت في خليج العقبة. كما يوجد في الاردن أربع فصائل (عائلات) من الحيّات تحتوي على (24) نوعاً. بالإضافة الى الأفاعي السامة التي يزيد عددها قليلاً عن خمسة أنواع .
أما السحالي فإنها تتبع سبع عائلات تضم خمسة وأربعين نوعاً وتحت نوع .
تتواجد البرمائيات عادة وتتكاثر في المسطحات المائية أو حولها، وقد أدى انتشار المزارع في وادي عربة والصحراء الشرقية إلى انتشار العلجوم الأخضر الذي وجد مختبئاً في جحور الجرذ في الصحراء الشرقية وفي عدة مناطق من الأردن مثل : قصر الحلابات والموقر وأم الرصاص والقطرانة . البرمائيات والاسماك :
وتوجد أربعة أنواع من البرمائيات تتبع أربع عائلات هي :
Hylidae, Bofonidae, Pelobatida, Ronidae .
والنوع المهدد بالإنقراض بسبب تدهور البيئة الملائمة له هو :
الضفدعة المجذافية السورية Pelobates syriacus
بالإضافة الى ما ذكر أعلاه، فإن هناك (18 – 20) نوعاً من أسماك المياه العذبة. أما أنواع الاسماك البحرية فقد تصل الى (1000) نوع في خليج العقبة .
يتميز الأردن بالتنوع وثراء الحياة النباتية. وقد قام الانسان بالاستيطان واستخدام أعداد كبيرة من النباتات في هذه المنطقة مثل العنب والزيتون والتين والخروب والحبوب والمحاصيل المختلفة. وقد كانت هذه المناطق غنية بكميات النباتات المختلفة مما مكن الإنسان الذي عاش منذ آلاف السنين في هذه المنطقة من إقامة الحضارات المتعددة وبنائها . النباتات الوعائية :
وقد استخدم إنسان هذه المنطقة الخشب منذ أكثر من (8000) سنة في أعمال البناء وكمصدر للطاقة، وقد قام الإنسان بزراعة المحاصيل في المزارع واستخدمها لرعي اغنامه وماعزه مما أوجد مساحات إضافية من الغطاء النباتي إلى جانب الغطاء النباتي الطبيعي .
* المحميات الرعوية : المحميــات :
بدأت عملية انشاء المحميات الرعوية في الأردن منذ الأربعينات بهدف دراسة التعاقب النباتي ودراسة أثر الحماية على توفير الغطاء النباتي. ثم استمرت عملية إنشاء المحميات الرعوية مع زيادة الإهتمام بتنمية المراعي الطبيعية بهدف دراسة الأنواع النباتية وجمع البذور وتقدير الحمولة الرعوية وحفظ التربة وغيرها. وقد قامت وزارة الزراعة حتى الآن بإنشاء (18) محمية رعوية يبلغ مجموع مساحاتها حوالي نصف مليون دونم، كما تمت زراعة حوالي (100) ألف دونم منها بالشجيرات الرعوية .
* المحميات الطبيعية :
عرفت المحميات منذ أقدم العصور، حيث كانت كل مجموعة من السكان أو القبائل تتولى حماية ينابيع المياه والمراعي والأشجار القائمة حولها لتستأثر القبيلة وفروعها برعي مواشيها وبالشرب من مياه المحمية الخاضعة لحمايتها، وكثيرا ما كانت تنشب المعارك بين القبائل بسبب محاولة قبيلة أو عشيرة الاعتداء على محميه لقبيلة أو عشيره أخرى مما يعتبر إعتداءا على حماها. وفي أوائل عهد الإسلام أعلن عمر بن الخطاب (حمى ضريّة) قرب المدينة المنورة محمية عامة ترعى فيها ابل الصدقة والخيول التابعة للجيوش الإسلامية، وكان طولها نحو تسعة كيلومترات، وقام من بعده عثمان بن عفان بتوسيع رقعتها. ثم اطلق اسم »الحيران« جمع »حائر« على المحميات في عهد الامويين والحائر هو المكان المنخفض الذي تتجمع فيه المياه فتحتار إما صعودا وإما نزولاً. وللحائر غايتان هما :
ـ ضمان حماية الثروة الحيوانية بتوفير المراعي الكافية لها .
ـ تنظيم الصيد وحماية الحيوانات البرية من جشع الصيادين ولهوهم .
أما التعريف الحديث للمحمية فهو :
(مساحات واسعة من الأراضي تخصصها الدولة بقانون لحماية المصادر الطبيعية المتوافرة ضمن حدودها وتشمل أشكال الأرض الطبيعية وتضاريسها، والمصادر الحيوية، والمصادر التاريخية والأثرية والثقافية والمصادر الترويحية) .
ــ محمية الشومري للأحياء البرية : محميات الأحياء البرية :
أول محمية للأحياء البرية، أسستها الجمعية الملكية لحماية الطبيعة في منطقة وادي الشومري عام 1975 وتبلغ مساحتها (22) كيلومترا مربعا، وهي محاطة بالسياج المشبك والسلك الشائك. وتشكل الأودية فيها حوالي 60% من مساحتها وباقي المساحة أراضي مستوية ومغطاة بالحجر البازلتي (الحماد). ويتراوح ارتفاعها عن سطح البحر ما بين 510 – 680 متراً .
وقد تم إعادة توطين قطيع من المها العربي الى موطنه الأصلي في الاردن في هذه المحمية بعد الاتصال مع الصندوق الدولي لحماية الاحياء البرية WWF. وفي عام 1979 تسلمت الجمعية أربعة أزواج من المها العربي من حديقة حيوان (ساندياغو) وبدأت هذه الحيوانات بالتكاثر بنجاح داخل وحدات التكاثر. وفي عام 1983 تم إطلاق (31) رأساً منها داخل المحمية واستمرت بالتكاثر في الطبيعة واصبح عددها حتى شهر شباط من عام 1990 (87) رأساً بعد إهداء بعض الدول العربية المجاورة اعداداً من هذا القطيع. ويجري حاليا اكثار الغزال الصحراوي (الريم والعفري) والنعام والحمار البري السوري. وقد تم تسجيل (11) نوعاً من الثدييات في المحمية و(134) نوعا من الطيور اغلبها طيور مهاجرة. إضافة الى (130) نوعاً من النباتات البرية، أهمها القطف والشيح والطرفة والرتم .
ــ محمية الازرق المائية :
سميت بهذا الاسم نسبة الى واحة الأزرق المائية الواقعة في الجهة الشرقية من الاردن ، وهي تشكل جزءاً من مساحتها البالغة (12) كم مربع تغطيها البرك والمستنقعات والنباتات المائية. وتعتبر مأوى للطيور المهاجرة ما بين افريقيا وآسيا. وقد اعتبرت محكمية الازرق المائية بموجب معاهدة ( رامسار Ramsar ) منطقة مائية ذات أهمية دولية للطيور المهاجرة. وقد تم تسجيل حوالي (307) انواع من الطيور فيها. كما اعتبرت هذه المحمية غنية بالاحياء البرية النباتية والحيوانية وهي شبه مغطاه بالنباتات المائية كالحلفاء والقصيب والعرقد والاثل العطري المحلي. ومن اهم حيواناتها البرية ابن اوى والثعلب الاحمر والضبع المخططة والذئب والوشق والعديد من القوارض. وتتعرض المحمية حالياً للخطر بسبب النقص في مياهها الناتج عن زيادة الضخ للأغراض الزراعية والحضرية خاصة ما يضخ منها لاستعمالات الشرب في منطقة العاصمة والمناطق الشمالية، مما يهدد المحمية بالجفاف، وتبذل الجمعية جهودا مكثفة مع الجهات المختصة لتقنين هذا الضخ من أجل المحافظة على المحمية وانقاذها من الجفاف والتملح .
ــ محمية زوبيا للأحياء البرية :
تقع هذه المحمية ضمن أراضي محافظة اربد في جبال عجلون، وتبلغ مساحتها حوالي (10) كيلو مترات مربعة، وارتفاعها حوالي (900) متر عن سطح البحر. وتغطيها غابات كثيفة من أشجار البلوط، البطم، القيقب، العبهر، الخروب، الزعرور، الأجاص البري والسويد. وتقوم الجمعية بإعادة وإكثار نوع من الأيائل البرية المسماة : (الأيل الاسمر) الى هذه المحمية التي تتميز بندرتها والتي أنقرضت من المنطقة منذ أكثر من 100 عام .
وتعيش في هذه المحمية ـ التي تعتبر من أكثر مناطق الاردن جمالا ـ حيوانات برية مختلفة مثل الخنزير البري، والضبع المخططة، والثعلب الأحمر وأنواع القوارض والسحالي، إضافة إلى أنواع متعددة من الطيور البرية وأنواع من النباتات البرية كالسوسن الأسود والأرجواني .
ــ محمية الموجب للأحياء البرية :
إن الهدف من تأسيس هذه المحمية هو حماية ووقاية المجموعات النباتية والحيوانية البرية الموجودة داخل حدودها، واعادة الانواع المنقرضة اليها كالنمر المرقط. وتقع محمية الموجب على الساحل الشرقي للبحر الميت، وسميت بهذا الإسم نسبة الى وادي الموجب الذي يتوسطها، وتتميز بانحدارها الشديد باتجاه البحر الميت، ويتراوح ارتفاعها ما بين (400 متر تحت سطح البحر الى 800 متر فوق سطح البحر)، أما مساحتها فتبلغ حوالي (212) كيلومترا مربعا. وتمتاز هذه المحمية بوجود الينابيع المعدنية وبعض النباتات النادرة مثل زهرة السحلب (الأوركيد) واشجار الطرفة والاكاسيا والدفلة والنخيل. كما يعيش فيها العديد من الحيوانات البرية مثل الماعز الجبلي، الغزال الجبلي، الذئب، الوبر، والضبع المخططة، كما تعيش فيه طيور الشنار والسفرج والقبرة المتوجة والابلق الحزين والسوادية والبلبل والغراب المروحي الذنب وغيرها .
ــ محمية ضانا :
لقد تعرضت هذه المنطقة كباقي المناطق الطبيعية في الأردن لأضرار متعددة من أبرزها تدهور الغطاء النباتي حيث كانت المنطقة مغطاة بالغابات الكثيفة من الأشجار عريضة الأوراق والصنوبريات ولعل الدليل هو وجود وبقاء اشجار السرو الطبيعي والتي قدرت اعمارها بحوالي 3000 سنة بالإضافة الى الأنواع الأخرى التي تم قطعها وتحطيبها ورعيها مما أدى إلى انجراف التربة وتعريتها واختلال التوازن الطبيعي في هذه المنطقة ونتيجة لذلك نضبت مياه الينابيع وجفت بسبب سوء الإستغلال .
وكذلك القضاء على الثروة البرية الحيوانية في المنطقة فقد كانت تتواجد فيها أعداد كبيرة من حيوان البدن الجميل والغزلان الجبلية والنمر المرقط والذئب والثعلب وأنواع متعددة من الطيور إلا أن هذه الثروة أخذت تتناقص بشكل مستمر حيث لم ينجو إلا القليل منها كالبدن والغزال الجبلي ويقال بأن النمر المرقط ما زال موجوداً في هذه المنطقة. ومن بين الأضرار التي تعرضت لها منطقة ضانا كذلك هجرة سكان قرية ضانا القديمة نتيجة لقلة مصادر الرزق وعدم توفر فرص العمل مما دفعهم الى هجرها الى المدن والقرى المجاورة طلباً للرزق تاركين وراءهم القرية الأردنية ذات الطراز المعماري القديم ولم يبق بها سوى عدد قليل من كبار السن والأطفال.
من أهم أهداف انشاء المحمية هو حماية المجموعات النباتية والتي تتمثل في الغطاء الأخضر من النباتات النادرة والفريدة من نوعها كالسرو الطبيعي المعمر وأشجار البلوط والعرعر والبطم وغيرها من الأشجار، وحماية المجموعات الحيوانية كالحيونات المهددة بالإنقراض مثل النمر المرقط والبدن والغزال الجبلي والوبر والمحافظة عليها في هذه المحمية كموطن أمن للعديد من الحيوانات البرية .
كما تهدف الى تنشيط الحركة السياحية وتشجيع السياحة المنظمة وذلك لما تتمتع به من جمال طبيعي ومناظر خلابة إضافة الى موقعها المميز حيث تقع على الطريق السياحي لمدينة البتراء الأثرية وقلعة الشوبك وثغر الأردن الباسم مدينة العقبة مما يساعد سكان المنطقة على كسب رزقهم.
مقدمة :
ومن المفيد أن نذكر دائماً بأن عدداً من الأحياء البرية الأردنية كالنباتات الطبية والأعشاب المعدة للمشروبات الساخنة، والسبليات التي تصلح للتهجين لتطوير حبوب غذائية تعيش في المناطق الهامشية ذات معدلات أمطار متدنية، والنباتات الرعوية وطيور وحيوانات الصيد، والغابات وغيرها، ستشكل في المستقبل مصدراً هاماً للإنتاج الوطني إذا ما تم إكثارها وتطويرها .
لذلك فإن إنقراض أي نوع من هذه الأنواع قد يصبح خسارة كبيرة تحرم الأجيال القادمة من فوائده الممكنة، مما يجعل من موضوع حماية جميع أنواع الاحياء البرية واجباً أساسياً تتحمله المجتمعات في مواقعها المختلفة لغايات المصلحة العامة ولخدمة الإنسان أينما كان .
إن حماية الأحياء البرية والأنظمة الحياتية التي يشكل الانسان جزءاً لا يتجزأ فيها، يعتبر أمراً حيوياً وأساسياً. فإذا ما انقرضت الأحياء البرية ـ لا سمح الله ـ فإن كوكب الارض سوف يفقد خصائصه الهامة التي توفر متطلبات الحياة الداعمة لحياة الإنسان. وهذا ما يجعل دور الاردن دوراً مكملاً للنشاط الذي يبذل في جميع بقاع الارض لحماية هذا الكوكب الذي نعيش عليه .
أسهم موقع الاردن الجغرافي بين قارات ثلاث هي : آسيا، افريقيا ،واوروبا في تواجد أنواع من الحيوانات تتبع مجموعات ثلاث رئيسة في العالم هي : القطبية، القديمة الشرقية، والإفريقية الاستوائية. كما أدى وجود أربع بيئات حيوية في رقعة محدودة المساحة نسبياً كالأردن الى تنوع كبير في الحياة البرية . الثدييات :
وقد إشتهر الأردن عبر التاريخ بغاباته ونباتاته، وقد وصفه في الماضي العديد من المؤرخين والرحالة بالإخضرار، وبثراء حياته البرية. وقد دلت الظواهر القديمة من حفريات وفسيفساء أو نقوش حجرية وغيرها على وفرة الأنواع الحيوانية في الأردن، وتبين النقوش الحجرية في منطقة جاوا ووادي القطيف صور المها والماعز الجبلي والثيران وطرق صيدها البدائية. كما تدل الصور الفسيفسائية في مادبا الممثلة بصور لأنواع عديدة من الحيوانات كالخنزير البري والفهد والغزلان والأسود الجبلية الآسيوية وغيرها من الطيور على إزدهار الحياة الحيوانية في عهد البيزنطيين .
وأظهرت القصور الأموية الصحراوية غنى الحياة البرية في عهد الأمويين. فبإمكان الزائر لقصير عمرة مشاهدة رسومات الفريسكو التي تبين مشهداً مثيراً لصيد الحمار البري السوري، كما تبين أيضاً رسومات للغزلان والأرانب البرية وخلافها. أما في قصر الحلابات فيلاحظ الزائر اللوحات الفسيفسائية للفهد المرقط (الشيتا) والذئب والأرانب البرية والغزلان وكلها دلائل وإثباتات على مقدار غنى الحياة البرية في الأردن عبر التاريخ .
وقد انقرضت في وقتنا الحاضر العديد من هذه الحيوانات أو أصبحت مهددة بالإنقراض. وذلك نتيجة لتدهور بيئاتها بسبب التنمية والتطوير الحضري كالبناء والعمران وتوسع المدن وشق الطرق وغيرها .
وقد كانت فترة الحرب العالمية الأولى من أهم الفترات وأسوئها تأثيراً على الغطاء النباتي في الاردن حيث تسببت في تدهور الغطاء النباتي فيه نتيجة لإستخدام أخشاب الغابات وقوداً للقطارات وفي مد خط للسكة الحديدية بين عنيزة والهيشة البيضاء في الشوبك .
ومن الأسباب الأخرى التي أدت الى تدهور الغطاء النباتي : الرعي الجائر، حراثة الأراضي الرعوية، وانخفاض معدل هطول الأمطار الذي عمل على جفاف المناطق الرعوية وقلة عطائها، ففقدت العديد من الحيوانات البرية الملجأ الذي تعيش فيه والغذاء الذي تقتات عليه .
وخلال فترة الحرب العالمية الثانية تم إدخال البنادق الأوتوماتيكية والسيارات لمنطقة الشرق الأوسط وقد ساعد ذلك على قتل أعداد كبيرة من الحيوانات البرية وصلت فيه إلى مرحلة خطيرة جداً مهددة هذه الحيوانات بالإنقراض، مما دفع بعض الحيوانات البرية الى ترك بيئاتها الطبيعية واللجوء الى بيئات أخرى غير مناسبة لها، وقد أدى هروب قطعان من الغزلان من الصحراء الشرقية إلى المناطق شديدة الوعورة والمغطاة بالحجارة البازلتية إلى جعل الوصول اليها أمراً في غاية الصعوبة وقد ساعدت هذه البيئة الجديدة على حماية هذه القطعان من ملاحقة الإنسان لها، ولكنها لم تسمح لها بإيواء أعداد كبيرة منها بسبب ضعف قدرة احتمال هذه القطعان على العيش في هذه المناطق .
كما أسهمت ، في الوقت الحاضر، مكافحة الجراد المكثفة واستعمال المبيدات الحشرية والكيماوية للقضاء على الآفات الزراعية في زيادة معدلات القضاء على الحياة البرية (من دراسة حالة البيئة في الأردن) .
إن أغلب الطيور في الأردن هي طيور مهاجرة تسلك في هجرتها خلال رحلتي الخريف والربيع طريقين هما : الطيور :
ـ الطريق الأول : عبر واحة الأزرق التي تشتهر بوجود الماء طوال العام إضافة الى وجود الملجأ الأمين لها وسط الصحراء مما أعطى لملايين الطيور التي تهاجر كل عام من الاتحاد السوفييتي وشرق أوروبا عبر هذه الطريق أهمية حيوية. وقد سجل في الأردن (360) نوعاً من هذه الطيور منها (280) نوعاً في الأزرق وحده .
ولكن نظراً لضخ المياه الزائد في الآونة الأخيرة من منطقة حوض الأزرق المائي الى مناطق مختلفة في المملكة لاستعمالها لأغراض الشرب فقد انخفض مستوى سطح الماء في الحوض وزادت نسبة ملوحة مياهه مما قلل كثيراً من أعداد الطيور المهاجرة المارة (العابرة) عبر واحة الأزرق .
ـ الطريق الثاني : طريق وادي الأردن، البحر الميت، وادي عربة ثم خليج العقبة. وتسلكه عادة الطيور المهاجرة القادمة للأردن من أوروبا الغربية. كما أن وادي عربة يتميز بوجود الجبال العالية الارتفاع التي تحيط به والتي تدفع بتيارات حرارية تساعد الطيور الكبيرة على التحليق. إضافة الى ذلك فإن بعض الطيور الكبيرة تستخدم قمم الجبال لبناء أعشاشها عليها .
وقد ازداد ـ في الآونة الأخيرة ـ صيد الصقور في بعض المناطق الصحراوية كمنطقة الجفر من أجل بيعها بأثمان عالية، وقد أسهم ذلك في هلاك أعداد كبيرة منها. وقد أثر الاستعمال المتنامي للمخصبات والمبيدات الزراعية في غور الاردن سلبياً على الطيور المهاجرة أثناء تناولها الطعام .
ومن ناحية أخرى، فقد وجد مؤخراً أن بناء السدود، ووجود المسطحات المائية يشجع على استقطاب الطيور، وقد أصبح كل من سد الملك طلال وسد العرب منطقتي جذب للطيور المهاجرة. وعملت الخربة السمرا على مكوث الطيور فيها فترة أطول مما كان متوقعاً .
الأردن غني بزواحفه ذات الألوان الخاصة المميزة خاصة في الجزء الشمالي الشرقي من البادية الأردنية حيث يوجد عدد من تحت الأنواع المستوطنة هناك. وتشاهد السحالي في جميع المناطق. الزواحف :
وتستوطن في غور الأردن ووادي عربة أنواع من الزواحف لا توجد في مناطق أخرى من الأردن حيث تتميز هاتان المنطقتان بدرجات حرارة مرتفعة مما يزيد في نشاط هذه الكائنات لفترات أطول خلال العام.
وتوجد في الأردن رتبتان من الزواحف هما :
(1) Chelonia
(2) Squamata
وتقسم الرتبة الثانية الى تحت رتبتين هما :
b – Snakes
a – Lizards and chamaeleons
ويوجد في الأردن خمسة أنواع من السلاحف منها السلحفاة الجبلية، والسلحفاة التي تعيش في البرك وأربعة أنواع بحرية وجدت في خليج العقبة. كما يوجد في الاردن أربع فصائل (عائلات) من الحيّات تحتوي على (24) نوعاً. بالإضافة الى الأفاعي السامة التي يزيد عددها قليلاً عن خمسة أنواع .
أما السحالي فإنها تتبع سبع عائلات تضم خمسة وأربعين نوعاً وتحت نوع .
تتواجد البرمائيات عادة وتتكاثر في المسطحات المائية أو حولها، وقد أدى انتشار المزارع في وادي عربة والصحراء الشرقية إلى انتشار العلجوم الأخضر الذي وجد مختبئاً في جحور الجرذ في الصحراء الشرقية وفي عدة مناطق من الأردن مثل : قصر الحلابات والموقر وأم الرصاص والقطرانة . البرمائيات والاسماك :
وتوجد أربعة أنواع من البرمائيات تتبع أربع عائلات هي :
Hylidae, Bofonidae, Pelobatida, Ronidae .
والنوع المهدد بالإنقراض بسبب تدهور البيئة الملائمة له هو :
الضفدعة المجذافية السورية Pelobates syriacus
بالإضافة الى ما ذكر أعلاه، فإن هناك (18 – 20) نوعاً من أسماك المياه العذبة. أما أنواع الاسماك البحرية فقد تصل الى (1000) نوع في خليج العقبة .
يتميز الأردن بالتنوع وثراء الحياة النباتية. وقد قام الانسان بالاستيطان واستخدام أعداد كبيرة من النباتات في هذه المنطقة مثل العنب والزيتون والتين والخروب والحبوب والمحاصيل المختلفة. وقد كانت هذه المناطق غنية بكميات النباتات المختلفة مما مكن الإنسان الذي عاش منذ آلاف السنين في هذه المنطقة من إقامة الحضارات المتعددة وبنائها . النباتات الوعائية :
وقد استخدم إنسان هذه المنطقة الخشب منذ أكثر من (8000) سنة في أعمال البناء وكمصدر للطاقة، وقد قام الإنسان بزراعة المحاصيل في المزارع واستخدمها لرعي اغنامه وماعزه مما أوجد مساحات إضافية من الغطاء النباتي إلى جانب الغطاء النباتي الطبيعي .
* المحميات الرعوية : المحميــات :
بدأت عملية انشاء المحميات الرعوية في الأردن منذ الأربعينات بهدف دراسة التعاقب النباتي ودراسة أثر الحماية على توفير الغطاء النباتي. ثم استمرت عملية إنشاء المحميات الرعوية مع زيادة الإهتمام بتنمية المراعي الطبيعية بهدف دراسة الأنواع النباتية وجمع البذور وتقدير الحمولة الرعوية وحفظ التربة وغيرها. وقد قامت وزارة الزراعة حتى الآن بإنشاء (18) محمية رعوية يبلغ مجموع مساحاتها حوالي نصف مليون دونم، كما تمت زراعة حوالي (100) ألف دونم منها بالشجيرات الرعوية .
* المحميات الطبيعية :
عرفت المحميات منذ أقدم العصور، حيث كانت كل مجموعة من السكان أو القبائل تتولى حماية ينابيع المياه والمراعي والأشجار القائمة حولها لتستأثر القبيلة وفروعها برعي مواشيها وبالشرب من مياه المحمية الخاضعة لحمايتها، وكثيرا ما كانت تنشب المعارك بين القبائل بسبب محاولة قبيلة أو عشيرة الاعتداء على محميه لقبيلة أو عشيره أخرى مما يعتبر إعتداءا على حماها. وفي أوائل عهد الإسلام أعلن عمر بن الخطاب (حمى ضريّة) قرب المدينة المنورة محمية عامة ترعى فيها ابل الصدقة والخيول التابعة للجيوش الإسلامية، وكان طولها نحو تسعة كيلومترات، وقام من بعده عثمان بن عفان بتوسيع رقعتها. ثم اطلق اسم »الحيران« جمع »حائر« على المحميات في عهد الامويين والحائر هو المكان المنخفض الذي تتجمع فيه المياه فتحتار إما صعودا وإما نزولاً. وللحائر غايتان هما :
ـ ضمان حماية الثروة الحيوانية بتوفير المراعي الكافية لها .
ـ تنظيم الصيد وحماية الحيوانات البرية من جشع الصيادين ولهوهم .
أما التعريف الحديث للمحمية فهو :
(مساحات واسعة من الأراضي تخصصها الدولة بقانون لحماية المصادر الطبيعية المتوافرة ضمن حدودها وتشمل أشكال الأرض الطبيعية وتضاريسها، والمصادر الحيوية، والمصادر التاريخية والأثرية والثقافية والمصادر الترويحية) .
ــ محمية الشومري للأحياء البرية : محميات الأحياء البرية :
أول محمية للأحياء البرية، أسستها الجمعية الملكية لحماية الطبيعة في منطقة وادي الشومري عام 1975 وتبلغ مساحتها (22) كيلومترا مربعا، وهي محاطة بالسياج المشبك والسلك الشائك. وتشكل الأودية فيها حوالي 60% من مساحتها وباقي المساحة أراضي مستوية ومغطاة بالحجر البازلتي (الحماد). ويتراوح ارتفاعها عن سطح البحر ما بين 510 – 680 متراً .
وقد تم إعادة توطين قطيع من المها العربي الى موطنه الأصلي في الاردن في هذه المحمية بعد الاتصال مع الصندوق الدولي لحماية الاحياء البرية WWF. وفي عام 1979 تسلمت الجمعية أربعة أزواج من المها العربي من حديقة حيوان (ساندياغو) وبدأت هذه الحيوانات بالتكاثر بنجاح داخل وحدات التكاثر. وفي عام 1983 تم إطلاق (31) رأساً منها داخل المحمية واستمرت بالتكاثر في الطبيعة واصبح عددها حتى شهر شباط من عام 1990 (87) رأساً بعد إهداء بعض الدول العربية المجاورة اعداداً من هذا القطيع. ويجري حاليا اكثار الغزال الصحراوي (الريم والعفري) والنعام والحمار البري السوري. وقد تم تسجيل (11) نوعاً من الثدييات في المحمية و(134) نوعا من الطيور اغلبها طيور مهاجرة. إضافة الى (130) نوعاً من النباتات البرية، أهمها القطف والشيح والطرفة والرتم .
ــ محمية الازرق المائية :
سميت بهذا الاسم نسبة الى واحة الأزرق المائية الواقعة في الجهة الشرقية من الاردن ، وهي تشكل جزءاً من مساحتها البالغة (12) كم مربع تغطيها البرك والمستنقعات والنباتات المائية. وتعتبر مأوى للطيور المهاجرة ما بين افريقيا وآسيا. وقد اعتبرت محكمية الازرق المائية بموجب معاهدة ( رامسار Ramsar ) منطقة مائية ذات أهمية دولية للطيور المهاجرة. وقد تم تسجيل حوالي (307) انواع من الطيور فيها. كما اعتبرت هذه المحمية غنية بالاحياء البرية النباتية والحيوانية وهي شبه مغطاه بالنباتات المائية كالحلفاء والقصيب والعرقد والاثل العطري المحلي. ومن اهم حيواناتها البرية ابن اوى والثعلب الاحمر والضبع المخططة والذئب والوشق والعديد من القوارض. وتتعرض المحمية حالياً للخطر بسبب النقص في مياهها الناتج عن زيادة الضخ للأغراض الزراعية والحضرية خاصة ما يضخ منها لاستعمالات الشرب في منطقة العاصمة والمناطق الشمالية، مما يهدد المحمية بالجفاف، وتبذل الجمعية جهودا مكثفة مع الجهات المختصة لتقنين هذا الضخ من أجل المحافظة على المحمية وانقاذها من الجفاف والتملح .
ــ محمية زوبيا للأحياء البرية :
تقع هذه المحمية ضمن أراضي محافظة اربد في جبال عجلون، وتبلغ مساحتها حوالي (10) كيلو مترات مربعة، وارتفاعها حوالي (900) متر عن سطح البحر. وتغطيها غابات كثيفة من أشجار البلوط، البطم، القيقب، العبهر، الخروب، الزعرور، الأجاص البري والسويد. وتقوم الجمعية بإعادة وإكثار نوع من الأيائل البرية المسماة : (الأيل الاسمر) الى هذه المحمية التي تتميز بندرتها والتي أنقرضت من المنطقة منذ أكثر من 100 عام .
وتعيش في هذه المحمية ـ التي تعتبر من أكثر مناطق الاردن جمالا ـ حيوانات برية مختلفة مثل الخنزير البري، والضبع المخططة، والثعلب الأحمر وأنواع القوارض والسحالي، إضافة إلى أنواع متعددة من الطيور البرية وأنواع من النباتات البرية كالسوسن الأسود والأرجواني .
ــ محمية الموجب للأحياء البرية :
إن الهدف من تأسيس هذه المحمية هو حماية ووقاية المجموعات النباتية والحيوانية البرية الموجودة داخل حدودها، واعادة الانواع المنقرضة اليها كالنمر المرقط. وتقع محمية الموجب على الساحل الشرقي للبحر الميت، وسميت بهذا الإسم نسبة الى وادي الموجب الذي يتوسطها، وتتميز بانحدارها الشديد باتجاه البحر الميت، ويتراوح ارتفاعها ما بين (400 متر تحت سطح البحر الى 800 متر فوق سطح البحر)، أما مساحتها فتبلغ حوالي (212) كيلومترا مربعا. وتمتاز هذه المحمية بوجود الينابيع المعدنية وبعض النباتات النادرة مثل زهرة السحلب (الأوركيد) واشجار الطرفة والاكاسيا والدفلة والنخيل. كما يعيش فيها العديد من الحيوانات البرية مثل الماعز الجبلي، الغزال الجبلي، الذئب، الوبر، والضبع المخططة، كما تعيش فيه طيور الشنار والسفرج والقبرة المتوجة والابلق الحزين والسوادية والبلبل والغراب المروحي الذنب وغيرها .
ــ محمية ضانا :
لقد تعرضت هذه المنطقة كباقي المناطق الطبيعية في الأردن لأضرار متعددة من أبرزها تدهور الغطاء النباتي حيث كانت المنطقة مغطاة بالغابات الكثيفة من الأشجار عريضة الأوراق والصنوبريات ولعل الدليل هو وجود وبقاء اشجار السرو الطبيعي والتي قدرت اعمارها بحوالي 3000 سنة بالإضافة الى الأنواع الأخرى التي تم قطعها وتحطيبها ورعيها مما أدى إلى انجراف التربة وتعريتها واختلال التوازن الطبيعي في هذه المنطقة ونتيجة لذلك نضبت مياه الينابيع وجفت بسبب سوء الإستغلال .
وكذلك القضاء على الثروة البرية الحيوانية في المنطقة فقد كانت تتواجد فيها أعداد كبيرة من حيوان البدن الجميل والغزلان الجبلية والنمر المرقط والذئب والثعلب وأنواع متعددة من الطيور إلا أن هذه الثروة أخذت تتناقص بشكل مستمر حيث لم ينجو إلا القليل منها كالبدن والغزال الجبلي ويقال بأن النمر المرقط ما زال موجوداً في هذه المنطقة. ومن بين الأضرار التي تعرضت لها منطقة ضانا كذلك هجرة سكان قرية ضانا القديمة نتيجة لقلة مصادر الرزق وعدم توفر فرص العمل مما دفعهم الى هجرها الى المدن والقرى المجاورة طلباً للرزق تاركين وراءهم القرية الأردنية ذات الطراز المعماري القديم ولم يبق بها سوى عدد قليل من كبار السن والأطفال.
من أهم أهداف انشاء المحمية هو حماية المجموعات النباتية والتي تتمثل في الغطاء الأخضر من النباتات النادرة والفريدة من نوعها كالسرو الطبيعي المعمر وأشجار البلوط والعرعر والبطم وغيرها من الأشجار، وحماية المجموعات الحيوانية كالحيونات المهددة بالإنقراض مثل النمر المرقط والبدن والغزال الجبلي والوبر والمحافظة عليها في هذه المحمية كموطن أمن للعديد من الحيوانات البرية .
كما تهدف الى تنشيط الحركة السياحية وتشجيع السياحة المنظمة وذلك لما تتمتع به من جمال طبيعي ومناظر خلابة إضافة الى موقعها المميز حيث تقع على الطريق السياحي لمدينة البتراء الأثرية وقلعة الشوبك وثغر الأردن الباسم مدينة العقبة مما يساعد سكان المنطقة على كسب رزقهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق